بقلم :كامل درويش
إن كانت (الحكاية ) هي سرد لحدث نأخذ منه العبرة والموعظة فالثورة أحق بأن تكون أبلغ حكاية … نعم … هي بالفعل حكاية … حكاية شعب عظيم رفض الظلم .. والفساد .. والطغيان .. فثأر .. وأصبحت الحكاية حكاية ثورة عظيمة قام بها شعب عظيم أقسموا أن يخلصوا بلادهم من الظلم والاستعباد .. من الانحلال والفساد الذي كان يسود ذلك العهد فشبت الثورة ونهضت .. نهضت من أجل أن تدور عجلة الحياة في مسارها الصحيح .. وتخلق وعيا مصريا جديدا يؤمن بالاشتراكية والديموقراطية وبالتالي تسود العدالة الاجتماعية وتقوم للوطن أسس سليمة تحقق الأمن والأمان للجميع ..فلا صراع بين طبقة وأخري .. ولا ترقي جماعة علي حساب أخري .. ولا تتحكم أقلية في أكثرية .. وليتجة الوطن أتجاها أيجابيا موحدا من أجل رفع مستوي المعيشة للشعب المصري وتوفير حياه كريمة لكل مواطن بعيدا عن السلبية والأفكار العشوائية تلك كانت مبادئ الثورة .. وتلك هي الروح التي كانت تسود ذلك الوقت لقد قامت الثورة بروح الإصرار والتحدي والعزم علي ان تشق لنفسها طريقا خاصا تسير فية عجلة الحياة … وتشرق شمس جديدة تعلن عن رحيل ليل دامس بالظلام والطغيان .. وما ان أعلنت الثورة عن نفسها حتي التف الجميع حولها وتعلقت الآمال بها … ولا أعتقد ان أحدا من الأجيال التي عاصرت قيام الثورة لم يحتفل بها بالشعارات والمبادئ التي أعلنتها لمحاربة الفساد والقضاء على الطغيان المارد واعوانة … لقد فجرت الثورة آمال هذه الأجيال في تطبيق العدل الإجتماعي والنهوض بالأمة وتحريرها من الفقر والجهل والمرض .. فجرت طاقات وأحدثت انقلابا في الحياة السياسية والاجتماعية والإقتصادية وطورت من الحياة الفكرية والثقافية … .. …… لذلك أقول ان الثورة لم تنته بعد ولن تنتهي … فالثورة رسالة قبل ان تكون كلمات وهتافات وشعارات … وعلينا ان نكمل الرسالة ان نقوم أيضا بثورة ضد السلبيات التي قد تعوق مسيرتنا … علينا ان نقوم بثورة ضد الفساد والاهمال الذي دمر حياتنا ويقضي علي الطموحات والآمال … علينا ان نعمل من أجل مصر وأن نبني حياة جديدة بلا إستغلال أو احتكار … حياة تعلن ان الليل قد ولي وأن الوقت قد حان لتشرق شمس النهار …
حقا .. لابد ان تستمر رسالة الثورة … حكاية شعب عظيم عاصر أياما من المجد والنصر والتقدم وأيام أخري من الإخفاق والتقهقر والتأزم … أيام بناء وعزة وكبرياء وكرامة وأيام أخري ذاق فيها مرارة الصراع مع الغرباء … وللحديث بقية ما دام في العمر بقية ….